مرثية إلى سينما السندبادهناكَ طريقٌترصّعها سقوفٌ قرميدُهاغسلته الذاكرةحتى ابيضّ تحت سماء بلغتأوجَ حُرقتهاحيث كلماتيتُريدُ أن تعلو مثل أدراجٍمثل أصوات ترتقيالسُلَّم الضائعفي دفتر الموسيقيّ الذي ماتَفي السجن، نوطة بعد أجرى.أعثر على ذاك المبنىوأفتح باباًعلى المهْوى:كل آثار حياتيالغابرة، يسمّي ذاتَهبأسمائه، هناك.ساقيةُ المواضيمازالت تجري في الحُفرلكن أمواجَهاأبطأُ من نبض السلحفاة.زماننا وكيف ضيَّع تذكراته!قالوا لي…إنهم هدموا سينما السندباد!يا للخسارة.ومن سيُبحر بعد الآن؟من سيلتقي بشيخ البحر؟هدموا تلك الأماسي؟حجرًا على حجر؟قمصاننا البيضاء، صيف بغدادحبيباتنا الخفراوات حتىالتجلي…سبارتاكوس، شمشون ودليلةفريد شوقي، تحية كاريوكا،ليلة مراد؟وهل يمكننا أن نُحبّ الآن؟كيف سنحلمُ بعد اليومبالسفر؟إلى أي جزيرة؟هدموا سينما السندباد؟ثقيلٌ بالماء شعرُ الغريقالذي عاد إلى الحفلةبعد أن أطفأوا المصابيحوكوموا الكراسيعلى الشاطئ المقفروقيّدوا بالسلاسل أمواجَ دجلة.______________________________جريدة الحياة 10 سبتمبر 2003 |