Loading

سركون بولص

 

المرأة الجانحة مع الريح

سركون بولص

لو رأتها، تلك المرأة

الجانحة مع الريح

وفي عينيها علائم زوبعة قادمة

وشعرها، منذ الآن، ينتفش في دواماتها،

لا

تترددْ

وخبّرني، فهي قد تكون ضالتي

قد تكون من ذهبتُ أبحث عنها في القرى

والأرياف البعيدة

حالماً أن أجدها في زقاق

مقفر، ذات يوم، تحمل طفلا بين

ذراعيها أو تطل من نافذة

أو حتى أن أعرف أنها هي

في ثمّة صوت، في ثمة أغنية على

الراديو

أغنية تقول أشياء جميلة

عن الحزن

أو الهجرة

 

وقد لا تراها

سوى في جناحي فراشة

ترفرف لازقة في قار الطريق

عينيها الملطختين بمكحلة التاريخ العابثة

نهديها المثقلين يأنداء حزن أمة

وفاكهتها اليتيمة

كبضعة أحجار في سلة

تعود بها من سوق أقفلت دكاكينها تصفر في أخشابها الريح

على أطراف بلدة

ولدنا فيها، وحلمنا أحلامنا الصغيرة

ثم هجرناها

جريدة الحياة، 8 أكتوبر2003